في كل أبريل، نحتفل بشهر التوعية بالتوحد. لكنه بالنسبة لك، كأب أو أم، هو أكثر من مجرد مناسبة. هو تذكير يومي بأن طفلك يرى العالم بطريقة لا تشبه أحدًا، وأنك تقف بجانبه في رحلة ليست دائمًا سهلة، لكنها مليئة بالحب.
نحن نعلم أن الأمر ليس بسيطًا. ربما سمعت كلمات مؤلمة من الآخرين، أو واجهت نظرات غير مفهومة في الأماكن العامة. وربما شعرت بالتعب، أو الخوف، أو حتى الحيرة. لكن وسط كل هذه المشاعر، هناك شيء لا يمكن إنكاره: حبك لطفلك، غير المشروط، هو القوة الأعظم.
طفلك المصاب بالتوحد لا يحتاج أن "يتغير" ليكون محبوبًا، هو فقط يحتاج أن يُفهَم. يحتاج إلى مساحة آمنة، وإلى من يصدّق أن طريقته في التواصل مختلفة، لكنها صادقة. وأن عالمه، وإن بدا غريبًا للبعض، مليء بالجمال لو نظرنا إليه بعيونه.
لكل أم جلست في جلسة علاجية تُمسك بيد صغيرها لتشجّعه، ولكل أب وقف خلف الباب يراقب تقدّمه بابتسامة وفخر، أنتم أبطال هذه القصة.
في مركز قرار واستقرار، نؤمن أن الدعم يبدأ من العائلة. ولهذا نحن هنا، لنكون امتدادًا ليدك، لا بيدنا فقط كمتخصصين، بل بقلوبنا أيضًا. نرافقك، نحتفل بتقدّم صغيرك، ونبكي معك إن تعثّر.
رسالتنا في هذا الشهر، ليست فقط عن التوعية، بل عن الاحتواء... عن القبول... عن أن كل طفل مختلف، يستحق أن يُحتفى به، لا أن يُقارن.
إلى كل أم وكل أب: أنتم لستم وحدكم. نحن نراكم، نسمعكم، ونمشي معكم هذه الرحلة، خطوة بخطوة.
فلنضيء هذا الشهر، لا باللون الأزرق فقط، بل بنور التفهم، والرحمة، والمحبة.